زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لمدرسة كلية الحسين

عزّزت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لمدرسة كلية الحسين أمس، المكانة التاريخية والحضارية لأعرق مدارس عمّان، وتركت آثارها النفسية والعملية في نفوس الطلبة والهيئة التدريسية.

جاءت الزيارة في أول يوم دراسي، لتعكس اهتمام جلالته بالمنظومة التعليمية، وأهمية تعزيز الدور الريادي للمعلم والمدرسة في آن معاً؛ فخلقت حالة من الدافعية والعزيمة لدى الطلبة ومعلميهم؛ فهي جرعة من النشاط لمواكبة المسيرة، وإعادة الألق لصرح علمي خّرج النخب السياسية والإقتصادية والأكاديمية.

فكانت الرسالة الملكية أكبر محفّز لأبنائه الطلبة نحو مزيد من العطاء والإنجاز «أنتم الأمل وأنتم المستقبل، والوطن بإنتظار عطائكم»، فهي كلمات مؤثرة من قائد البلاد في كلية لها قيمتها العلمية والتاريخية.

يدرك جلالته أن الإبداع يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، فكيف إذا كان موجهاً لمدرسة بحجم ومكانة كلية الحسين، فقد أراد لها أن تتطور على صعيد المخرجات التعليمية والتجهيزات الفنية، ودعم الهيئات التدريسية.

يرى مدير مدرسة كلية الحسين الدكتور علاء الدعجة أن الزيارة الملكية تؤكد حرص واهتمام جلالته، على متابعة سير العملية التعليمية في الميدان وداخل الصروح العلمية؛ فهي دافع قوي لمسيرة المدرسة وريادتها نحو مزيد من التفوق والإنجاز.

وأشار إلى أن حديث جلالته في الطابور الصباحي لطلبة الكلية، هو مثار فخر واعتزاز لنا كهيئة تعليمية وللطلبة أنفسهم؛ كما يشكّل تحدياً أمامنا في المستقبل للنهوض بالكلية بصورة أكبر ترسخ تاريخها وأرثها الثقافي والحضاري، وتلزمنا جميعا لتكثيف جهودنا نحو الإرتقاء بمخرجاتنا التعليمية للأفضل دائماً.

كما تضعنا الزيارة الملكية الكريمة في مسارات مهمة للمرحلة المقبلة، ذلك أن تاريخ الكلية وأهميتها يُحتّم علينا أن نُقدم كل ما بوسعنا للطلبة؛ وبالتالي نعزز الأهمية العلمية لهذا الصرح من جهة، وننفذ توجيهات قائد البلاد بضرورة بناء قدرات الطلبة وتأهيلهم فهم بناة الأمل ولمستقبل.

بدوره يعتبر أستاذ الرياضيات في الكلية محمد علي أن زيارة جلالة الملك للكلية بحد ذاتها أكبر دعم لنا، لأنها منحت الطلبة والمعلمين جرعة من النشاط والحيوية، وشكّلت تحدياً أمامهم، لإفراز جيل مميز ومتفوق من الطلبة، للإرتقاء بالوطن ورفعته ونمائه.

وأشار إلى أن الطلبة كانوا فرحين جداً بقدوم سيّد البلاد إلى كليتهم، خصوصا في أول يوم دراسي، لأن الزيارة لها خصوصية لديهم، وتعبّر عن فخر جلالته واعتزازه بالكلية التي أسسها جده الملك المؤسس طيب الله ثراه.

عدد من طلبة المدرسة الذين نالوا شرف لقاء جلالة الملك بهم في ساحة مدرستهم، يعتبرون الزيارة دفعة قوية نحو مزيد من الاجتهاد والتفوق، وهي تُعيد المكانة للمدرسة التي كانت من أقوى مدارس المملكة وأعرقها، وضمت العديد من رجالات الوطن

ناصر عبدالرحمن، أحد طلبة الثانوية في الكلية، شعر بالفخر والإعتزاز بقدوم قائد الوطن لزيارة مدرسته، فهي تشكّل حافزاً مهماً نحو مزيد من التألق والإجتهاد، وإستثارة الطاقات الكامنة، بالتعاون ما بين أطراف العملية التعليمية الطالب والمعلم.

أشار جلالته في أكثر من مناسبة ولقاء إلى أن التعليم هو أساس بناء الدول المتقدمة، لأهمية صقل المواهب الأردنية عبر التعليم المتقدم، وتوفير الإمكانيات المناسبة لإنجاح هذه المشاريع الريادية التي تستثمر بالإنسان، الذي يبنى المجتمعات ويرتقي بالدول.ولذلك فإن للزيارة الملكية معانٍ سامية تُرسّخ السياسة العامة للدولة الأردنية من حيث تطوير المنظومة التعليمية، وتأهيل الكوادر البشرية، وتوفير البيئة التعليمية واللوازم المدرسية والمختبرات الحاسوبية والكيميائية.

ووجود جلالة الملك بين أبنائه الطلبة، يشكل منعطفاً إيجابياً في مسيرة مدرسة كلية الحسين، لجهة تطويرها ورفدها بالكفاءات التدريسية وتعزيز دورهم ودعمهم مادياً ومعنوياً، وكذلك لجهة مخرجاتها التعليمية، وتحفيز طلبتها نحو الإبداع والتفوق.

للمدرسة ارتباط وثيق بالمكان وهو جبل الحسين، الذي كان يسمى سابقاً (الطهطو الشمالي) حين كان اسمها منذ تأسيسها عام 1920 مدرسة ذكور عمان وتضم 111 طالباً، ثم تم استبدال الإسم عام 1932 إلى مدرسة تجهيز عمان حيث بلغ عدد صفوفها تسعة وعدد طلابها 229 عام 1941.

وكانت صدرت الإرادة الملكية في عهد المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول بتغيير اسمها إلى كلية الحسين تخليدا للشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه ومنذ ذلك الحين وهي تخرج أبناء الوطن من مختلف مناطق المملكة، كونها كانت تضم جناحاً داخلياً فيه مبيت وتوفير طعام للطلبة.